-ها يا بنتي! هتمشي مع جوزِك ولا لسة زعلانة؟
انت في الصفحة 4 من 4 صفحات
تفتكري لو بنتهم حافظِت على أسرار بيتها هيقدروا يخلقوا الفرصة دي من ورا المشاكل العبيطة اللي بتحصل ما بين كل الأزواج واللي هما بيكبّروها بمزاجهم عشان يخربوا عليهم! عارفة انتي الواحد والواحدة لو قفلوا بابهم على كل اللي بيحصل بينهم سواء كان حلو أو وحش والله ما هتلاقي كم المشاكل اللي بنشوفُه حوالينا دا مالي حياتهم؛ لإن الخناق هيكون متداري ومع الوقت هيتصافوا هما من غير ما يسمحوا لحد بإنه يضخّم الأمور ما بينهم..
قاطعتها:
-طب ويداروا الحلو اللي بينهم ليه؟
ابتسمْت:
-يا حبيبتي عشان دي حياتهم الخاصة.. مش لازم يعني توثّقي كل التفاصيل اللي بينكم قدام الناس فكُل الناس تعرف وتبصم بالعشرة إن جوزك فعلًا شايلِك فوق دماغه من فوق وبيجيبلك هدايا بإشي وشويات في كل مناسبة بتعدّي عليكم؛ لإنك للأسف متعرفيش اللي قدامك دا واللي بتحكيلُه عايش مع أهل بيتُه إزاي ولا بيعاملهم إزاي والأمور ما بينهم واصلة لإيه، فانتي ممكن بدون قصد تولّعي فتيل الغيظ بينهم لو هما مش بينهم العلاقة الهادية اللي بينكم؛ لإنك هتكوني بتحكي عن أحلام هما معاشوهاش واتحرموا منها.. دا غير إنك بتمنعي الحسد عنكم.. يا بنتي الواحد ممكن يحسد نفسُه من غير ما يحس، وانتي متضمنيش اللي قدامك دا بيبص لحياتِك بأنهي عين؛ فأحسن حاجة تعمليها إنك تحاوطي على حياتِك بالضبّة والمفتاح وتخلّيها "خاصة" بيكي انتي وجوزك بس عشان تتقي شرور الناس.
هزّيت راسي بفهم وأنا دماغي بتقلّب كلامها بهدوء جواها، بصّيتلها وبعدين شربْت بوق قهوة، وفجأة ابتسمْت لما سمعنا صوت طه جاي من ورانا.
-أنا ليه حاسس إنكم بتتفقوا عليا!
-مامتِك بترن.
قالها وسابلي التليفون فنفخْت وأنا برُد عليها بغيظ من برودُه.
وبعد كام دقيقة قفلْت من غير ما أستوعب حتى اللي اتكلّمنا فيه؛ لإن عقلي كان مشغول بالحرب الصامتة اللي بينا.
-غريبة يعني.. مقولتيش إننا متخانقين.
كان بيتكلم بسخرية مُستفزة، لكني ردّيت بهدوء:
-والله أنا مقولتلهاش عشان دي مشكلة تخصّنا احنا مش هي، لكن لو تحب أفتح لايف أقول فين إنك متضايق عشان عملتلَك كبدة حراقة شوية وتعبتلَك القولون ومالو!
بصّلي بغيظ وهو بيقول بانفعال:
-ما انتي عارفة أني مباكلش حراق.
ردّيت عليه بنفس الانفعال:
-وأنا قولتلك إني مكنتش أعرف إن الفلفل حراق.
نفخ ومرة واحدة ضحك.. ومع ضحكُه اللي على ضحكْت أنا كمان.. طب والله احنا عُبط.
-تعالي يا فاشلة تعالي.
كان بيتكلم وهو فاتح دراعاتُه فضحكْت وأنا بقرّب منه وبرمي نفسي في حضنُه.
-بايخ.
قولت وأنا بدغزُه بضيق في كتفُه، فضحك وهو بيبوس راسي وبيقول:
-البايخ بيحبك.
ابتسمْت من دفا جملتُه، لكني بعدت عنه وأنا برُد بغرور:
-وأنا كمان.. بحبني.
"ولِأن العين تعشَق كُل جميل.. أوقَع قلبُكِ عينَاي في غرامِهما."