الأربعاء 18 ديسمبر 2024

-ها يا بنتي! هتمشي مع جوزِك ولا لسة زعلانة؟

انت في الصفحة 1 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

ها يا بنتي! هتمشي مع جوزِك ولا لسة زعلانة؟

بصّيت لبابا اللي كان بيخيّرني، وببُطء بصّيت لطه، كان واقف باصصلي بجمود، عنيه ما زالت حمرا من آثار الانفعال والزعيق اللي ملى الكام ساعة اللي فاتوا، ووشه عرقان شوية، بصّيت لماما اللي بعدِت عنيها بضيق من اللي بيحصل ومن تفكيري، وبعدين رجعْت بعيني لبابا من تاني وكإني بسألُه هو عن رأيُه.. وكإني تايهة، ومش قادرة آخد قرار.

-خشي هاتي حاجتك يا ندى عشان تمشي مع جوزِك يلا.. خشي.

هزّيت راسي بماشي من غير كلام وأنا بسمع كلامُه اللي قضى على حيرتي، وعلى طول دخلْت على أوضتي عشان أجيب شنطتي والكام حاجة اللي كنت جيت بيهم هنا من يومين، رتّبْت حاجاتي، وبسرعة طلعْت وكإني مش عايزة أدي لنفسي المساحة الكافية عشان تفكر، وكإن اللي حصل من شوية قضى على كل طاقتي لدرجة إني معتش قادرة أفكر!

-أنا جاهزة.

نطقْت بهدوء وأنا عيني ثابتة فوق طه اللي كان بيمسح وشه بإيدين بيرتعشوا، واللي اتجمّد لما سمع صوتي، خد نفس طويل وأنا براقب انفعالاتُه اللي هدِت من تاني فجأة، وبثبات رمى سلام هادي وبعدين اتوجّه ناحية الباب ومعاه بابا، وأنا أنظاري اتوجّهِت من تاني لماما اللي فضلِت قاعدة في ركن لوحدها وهي باصة بعيد وكإنها مش راضية باللي حصل ولا باللي بيحصل.

ومع إني مكنتش هعمل غير إني هسلم عليها، لكني اتراجعْت وطلعْت لطه بمجرد ما بابا نادى عليا.

-عايزِك تستهدي بالله وتسمعي كلام جوزِك يا ندى.. مش عايزين اللي حصل دا يحصل تاني، ماشي يا حبيبتي؟ 

هزّيت راسي وأنا برمي نفسي بين إيديه وهو بتلقائية ضمّني وباس راسي، طبطب على ضهري، وبهمس:

-طه بيحبك يا ندى فبلاش تخسريه بعنادِك.. حافظي على بيتِك يا بنتي وشيلي جوزِك في عينيكي

هزّيت راسي بماشي وأنا ببعِد عنه بهدوء، وبعد ما ودّعتُه بضمة كمان، نزلت مع طه عشان نروّح لبيتنا اللي مطلّتش عليه ليومين.

-انت حرّكْت السفرة من مكانها!

كانت أول حاجة لاحظتها لما دخلْت من باب الشقة، واللي على الرغم من كونها متحركتش كتير إلا إني قدرت ألاحظها، بصّيتلُه لما اتأخر في الرد فلقيتُه بيبصلي باستغراب، واللي عبّر عنه بعد لحظات وهو بيقول:

-عرفتي إزاي؟

ابتسمْت من غير ما أعلّق وأنا بقرّب من السفرة وبحط عليها شنطتي الكبيرة، وبتعب رميت نفسي على أقرب كرسي ليا وأنا بسند راسي عليها بإرهاق.

ابتسمْت بخفة وسؤالُه بيتردّد في ودني من تاني، ومع إني حسّيت إني عايزة أجاوبه لوهلة وأقولُه "لإني حافظة كل شبر من الشقة دي في قلبي قبل عقلي" إلا إني سكتّ.. على الأقل دلوقتي؛ لحد ما نتصافى، لحد ما نتسامح.. لحد ما نهدى، ويرجع الود بينا من تاني.

-مش هتغيّري هدومِك؟

رفعْت راسي ببطء، ومن غير رد هزّيت راسي بآه وأنا بقوم وبتوجّه لأوضتنا عشان أغيّر هدومي.

-ندى.

وقفْت لما نادى لكني ملفّتْش راسي ليه؛ فكمّل بحرج حسّيتُه من صوتُه:

-معلش الأوضة متبهدلة شوية.

ابتسمْت بخفة لكني معلّقتِش واكتفيت بإني أهز راسي ليه وأنا عارفة إني مش هلاقي أقل من إعصار ضارب الأوضة بعد جملتُه دي.. وقد كان.

بقى دي متبهدلة شوية يا طه؟ أومال لو كانت متبهدلة شويتين تلاتة كانت هتبقى عاملة إزاي؟!! يا أخي سُحقًا بجد.

-انتي نمتي؟

مكنتش قادرة أستوعب كلامه وأنا حاسة بإرهاق مسيطر على جسمي كله، لكن رغم دا قلت بتقل:

-لا لسة صاحية.

انت في الصفحة 1 من 4 صفحات