اليتيمه
الفتاة وهي تشير إلى قلبها والدموع تنهمر من عينيها: “إنه يؤلمني كثيرا لدرجة أنني لا أحتمل”.
زوجة أبيها تشير إلى قلبها أيضا: “إنه يؤلمني أيضا، أتعلمين أن أختكِ حاولت الانت-حار، بأنها أول ما علمت بأنكِ فررتِ من المنزل قفزت من على السطح، ولولا أنه كان من مسافة يسيرة لكانت قد فقدت حياتها؛ إنكِ بما تفعليه تسأليها حياتها فهي الآن ملكت كل شيء ولن تتنازل عن أي شيء إلا بم-وتها”.
الفتاة: “أريد أن أعرف شيئا واحدا، لم كل هذه المعاملة السيئة منكما؟!، على الرغم من أني لم أفعل معكما أي سوء، لم تعاملونني دوما هكذا؟!، أعدكِ بأنني لن أعترض طريقها مرة أخرى، وأنني لن أتفه بكلمة واحدة تدينها”.
زوجة أبيها: “لا أعلم كيف أشكركِ فعلا”.
الفتاة: “ولكن ما أعلمه حقا هو أنني منذ أن كنت طفلة صغيرة وأنتِ لم تعتبرينني فردا من عائلتكِ”
بعدما عرفت الفتاة قيمتها وقدرها لدى كليهما خرجت من حياتهما والتزمت بالوعد الذي قطعته على نفسها، سكنت لدى إحدى صديقاتها القدامى، وأول ما حصلت على فرصة تقديم لوظيفة لم تتردد ثانية، حملت سيرتها الذاتية وذهبت طلبا للوظيفة (مدرسة للرسم في رياض الأطفال) حلم حياتها…
المدير: “من دواعي سروري أن بسيرتك الذاتية خبرة بالموارد البشرية من واقع عملكِ كمساعدة لصاحب أكبر المجموعات ضخامة بالبلاد”.
الفتاة: “ولكنني متقدمة لطلب التحاقي بوظيفة مدرسة الرسم يا سيدي”.
المدير: “في الواقع إن وظيفة الموارد البشرية هي التي أحتاجها منكِ بشدة لتدعيم المشاريع التي تدمج بين شركتنا الصغيرة ومجموعته الكبيرة”.
الفتاة خط-ر ببالها: “للمرة الثانية أتنازل من أجل المال، فإنني لا أملك عملا ولا مكانا للعيش به، وهذه الوظيفة راتبها مجزي للغاية، إنني أكره المال الذي دائما يجعلني أتخلى عن مبادئي، وصاحب العمل لم يرني فلن يتأكد من حقيقة هويتي مطلقا وبذلك ألتزم بوعدي”.
الفتاة للمدير: “نعم أوافق يا سيدي”.
بأول يوم بعملها بالمجموعة دخلت مكتبه لتترك ملفات في غاية الأهمية عن عملها، رأت فوق مكتبه