امراة العزيز ويوسف الصديق
عنه أولى بنا. والذي يجب أن يعتقد أن الله تعالى عصمه وبرأه ونزهه عن الفاحشة وحماه عنها وصانه منها. ولهذا قال تعالى كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين. واستبقا الباب أي هرب منها طالبا الباب ليخرج منه فرارا منها فاتبعته في أثره وألفيا أي وجدا سيدها أي زوجها لدى الباب فبدرته بالكلام وحرضته عليه قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءا إلا أن يسجن أو عڈاب أليم. اتهمته وهي المتهمة وبرأت عرضها ونزهت ساحتها فلهذا قال يوسف عليه السلام هي راودتني عن نفسي احتاج إلى أن يقول الحق عند الحاجة. وشهد شاهد من أهلها قيل كان صغيرا في المهد قاله ابن عباس. وروي عن أبي هريرة وهلال بن يساف والحسن البصري وسعيد بن جبير والضحاك واختاره ابن جرير. وروى فيه حديثا مرفوعا عن ابن عباس ووقفه غيره عنه. وقيل كان رجلا قريبا إلى أطفير بعلها. وقيل قريبا إليها. وممن قال إنه كان رجلا ابن عباس وعكرمة ومجاهد والحسن وقتادة والسدي ومحمد بن إسحاق وزيد بن أسلم. فقال إن كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين. أي لأنه يكون قد راودها فدافعته حتى قدت مقدم قميصه وإن كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين أي لأنه يكون قد هرب منها فاتبعته وتعلقت فيه فانشق قميصه لذلك وكذلك كان. ولهذا قال تعالى فلما رأى قميصه قد من دبر قال إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم أي هذا الذي جرى من مكركن أنت راودتيه عن نفسه. ثم اتهمته بالباطل. ثم أضرب بعلها عن هذا صفحا فقال يوسف أعرض عن هذا أي لا تذكره لأحد لأن كتمان مثل هذه الأمور هو الأليق والأحسن وأمرها بالاستغفار لذنبها الذي صدر منها والتوبة إلى ربها فإن العبد إذا تاب إلى الله تاب الله عليه. وأهل مصر وإن كانوا يعبدون الأصنام إلا انهم يعلمون أن الذي يغفر الذنوب ويؤاخذ بها هو الله وحده لا شريك له في ذلك. ولهذا قال لها بعلها وعذرها من بعض الوجوه لأنها رأت ما لا صبر لها على مثله إلا انه عفيف نزيه برئ العرض سليم الناحية فقال واستغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين. وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا إنا لنراها في ضلال مبين فلما سمعت بمكرهن أرسلت إليهن واعتدت لهن متكأ وآتت كل واحدة منهن سکينا وقالت اخرج عليهن فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن وقلن حاش لله ما هذا بشړا إن هذا إلا ملك كريم قالت فذلكن الذي لمتنني فيه ولقد راودته عن نفسه فاستعصم ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنن وليكون من الصاغرين قال رب السچن