السبت 23 نوفمبر 2024

سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه شاب بالمدينة يقول

موقع أيام نيوز

في مدينة قديمة، سمع عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، شابًا يستنجد به قائلًا: "يا أحكم الحاكمين، احكم بيني وبين أمي." عمر سأل الشاب عن سبب شكواه. أجاب الشاب: "يا أمير المؤمنين، حملتني أمي تسعة أشهر ورضعتني لمدة عامين، لكنها الآن تنكرني وتزعم أنها لا تعرفني."

استدعى عمر المرأة وسألها عن ما يقوله الشاب. أجابت: "يا أمير المؤمنين، لا أعرف هذا الغلام وأنا بكر لم أتزوج." سألها عمر عن شهود يؤكدون قولها، فقدمت إخوتها كشهود. أكد الشهود أن الشاب كاذب وأن المرأة لم تتزوج.

أمر عمر بإلقاء الشاب في السجن للتحقيق. وفي طريقهم إلى السجن، التقوا بعلي بن أبي طالب، رضي الله عنه، الذي استمع لقصة الشاب وأمر بإعادته إلى عمر. عند عودته، سأل عمر الحضور عن سبب إعادته، فأجابوا أن علي كان قد أمرهم بذلك.

أعلن علي أنه سيحكم في القضية بقضاء يرضي رب العالمين. سأل المرأة عن الشهود، فشهدوا أنها ليست أم الشاب. فقال علي: "أشهد الله وأشهد المسلمين أني قد زوجت هذا الغلام من هذه الفتاة بأربعمائة درهم." دفع علي المبلغ للشاب وأمره بتزويج المرأة.

استنكرت المرأة قرار علي وصرخت قائلة: "النار، النار يا ابن عم رسول الله! أتريد أن تزوجني من ولدي؟ هذا ولدي، وقد زوجني أخي لرجل غريب فولدت منه هذا الغلام. أمرني أخي بطرده عندما كبر، لكن قلبي يحترق عليه." فأخذت بيد ولدها وانطلقت.

صرخ عمر بصوت عالٍ: "وآعمراه! لولا علي لهلك عمر." وبذلك أنقذ علي الشاب وأمه من حكم ظالم كاد يفرق بينهما. 

صلي على الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام.

بعد أن توضحت الحقيقة، قرر عمر بن الخطاب على الفور إعادة النظر في القضية وتوجيه العدل بين الشاب ووالدته. اتصل بأخ المرأة وأمره بالحضور لمواجهة الحقائق. عندما انكشفت أفعاله الظالمة، قرر عمر توجيه العقوبة المناسبة له.

أما الشاب وأمه، فقد أعاد عمر لهما العدل والسلام بينهما. بدأت حياتهما من جديد بالتآلف والمحبة بعد سنوات الفراق والألم. وفي تلك الأيام المشرقة، كان الشاب يتعلم من والدته الحكمة والصبر رغم التجارب الصعبة التي مرا بها.

في ذات يوم، اجتمعوا في مجلس عمر بن الخطاب ليشهدوا تكريمه لعلي بن أبي طالب على حكمته وقدرته على إنقاذ العائلة من الظلم والفراق. وفي تلك المناسبة السعيدة، وجه عمر رسالة عظيمة للجميع، قائلًا: "ليس العدل مجرد توجيه الحق لأهله، بل هو أيضًا إصلاح ما بين الناس وتعزيز روابط المحبة والألفة بينهم."

وعلى أنغام الابتهاج والفرح، غادر الشاب وأمه المجلس بقلوب ممتلئة بالامتنان والسعادة. انطلقوا نحو مستقبل مشرق ينتظرهم معًا، حيث ينمو الحب والتفاهم يومًا بعد يوم، ويعود لهما الزمن الضائع بين ذراعي الأمل والسعادة. وكل ذلك بفضل حكمة علي بن أبي طالب وعدالة عمر بن الخطاب، رضي الله عنهما.

صلي على الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام.